• فصل : تفاوت الناس في تقبل المواعظ
قد يَعْرِض عند سماع المواعظ للسامع يقظة ،
فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القساوة و الغفلة !
فتدبرت السبب في ذلك فعرفته .
ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك ،
فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظة عند سماع الموعظة و بعدها
لسببين :
أحدهما : أن المواعظ كالسياط ، و السياط لا تؤلم بعد انقضائها إيلامها مثل وقت وقوعها .
و الثاني : أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاح العلّة ، قد تخلى بجسمه و فكره عن أسباب الدنيا ، و أنصت بحضور قلبه ،
فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها ، وكيف يصح أن يكون كما كان ؟ .
و هذه حالة تعم الخلق إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر :
فمنهم من يعزم بلا تردد ، و يمضي من غير التفات ، فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا ، كما قال حنظلة عن نفسه : نافق حنظلة !
و منهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً ، و يدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحياناً ، فهم كالسنبلة تميلها الرياح !
و أقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه ، كماء دحرجْتَه على صفوان .
.
.
.
.
ابن الجوزي - صيد الخاطر
.....
بارك الله فيك
ردحذفحقيقة كلام الامام يمس الجرح فعلا
وغالبا ما يكون السبب غير مفهوم لنا
جزاك الله خيرا على نقلك الجميل
جزاك الله خيرا يا مصطفى ...
ردحذفبالمناسبة ..
ياريت تنقل المدونة عندك و تبقى تبعك لأني مش بعرف أتابع قوي ..
فياريت تبدأ تعملها عندك و نلغيها من هنا ..
فإنه أرفق بنا ..
تحيتي ..
هنبحث الموضوع دا بعدين
ردحذفإن شاء الله