فإن قلت :كيف يجتمع التصديق الجازم الذي لا شك فيه بالمعاد والجنة والنار ويتخلف العمل ؟ وهل في الطباع البشرية أن يعلم العبد أنه مطلوب غداً إلى بين يدي بعض الملوك ليعاقبه أشد عقوبة ، أو يكرمه أتم كرامة ، ويبيت ساهيا غافلا، لا يتذكر موقفه بين يدي الملك ، ولا يستعد له ، ولا يأخذ له أهبته ؟ !
قيل : هذا لعمر الله سؤال صحيح وارد على أكثر هذا الخلق ؛ واجتماع هذين الأمرين من أعجب الأشياء !
وهذا التخلف له عدة أسباب :
أحدها: ضعف العلم ، ونقصان اليقين .
فإذا اجتمع إلى ضعف العلم : عدم استحضاره ، أو غيبته عن القلب في كثير من أوقاته أو أكثرها لاشتغاله بما يضاده .
وانضم إلى ذلك: تقاضي الطبع ،وغلبات الهوى ، واستيلاء الشهوة ، وتسويل النفس، وغرور الشيطان ، واستبطاء الوعد ، وطول الأمل ، ورقدة الغفلة ، وحب العاجلة، ورخص التأويل ، وإلف العوائد ، فهناك لا يمسك الإيمان إلا الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا .
وبهذا السبب يتفاوت الناس في الإيمان والأعمال، حتى ينتهي إلى أدنى مثقال ذرة في القلب .
وجماع هذه الأسباب :يرجع إلى ضعف البصيرة والصبر .
لهذا مدح الله سبحانه أهل الصبر واليقين ، وجعلهم أئمة في الدين ، فقال تعالى:
{وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}
[السجدة :24].
من الداء والدواء
للإمام ابن القيم الجوزية

جزاك الله خيرا يا مصطفى ..
ردحذفللأسف الواحد حاسس إن " بعض " العلم اللي عنده هيبقى حجة عليه ..
و زي ما ابن القيم قال : نقصان اليقين و غلبة الشهوة و ضعف النفس و ...
ربنا يهدينا و يتوب علينا ..
جزاك الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ردحذفوهل لىّ بعد قول صديقيك
أبن القيم الجوزية
وTiMmY
قول ولكنى اقول
اللهم !انى أعوذ بك
من ضعف البصيرة والصبر.
اللهم امين .
وجزاك الله خيرا